ضمير أو ما قد يسمي (الوجدان ) هو قدرة الإنسان على التمييز
فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق وما
هو باطل ، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض
الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية ، وإلى الشعور
بالإستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية ،
وهنا قد يختلف الأمر نتيجة إختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم لدي
كل الأخلاق الأنسان
فسر علماء العصر الحديث في مجال العلوم الإنسانية الاخلاق
ونفس الضمير أنه وظيفة من وظائف الدماغ التي تطورت لدي
الإنسان لتسهيل الإيثارالمتبادل أو السلوك الموجه من قبل الفرد
لمساعدة الآخرين في أداء وظائفهم أو احتياجاتهم دون توقع أي
مكافأة وذلك داخل مجتمعاتهم .
الضمير هو جهاز نفسي يقييمي يتعلق بالأنا, فالمرء يهتم بتقييم
نفسه بنفسه كما إنه يتلقى تقييمات الأخرين لما يصدر منه من
أفعال, فالضمير يقوم بمعاتبه الشخص إذا تبين أن نتيجة تقييمه
لنفسه أو تقييم الأخرين له ليست جيدة الضمير يتصف بشمولية
الأنحاء : فهو لا يقتصر بتقييم جانب واحد من الشخصية ولكن بل
يتناول الشخصية ككل
الضمير يتناول الماضي والحاضر والمستقبل : فهو لا يعاتب صاحبه
على ما صدر منه في الماضي فقط, بل ويحاسبه عما يفعل في
الوقت الحاضر, عما سوف يفعله في المستقبل
الضمير قد يبالغ في التراخي وقد يبالغ في القسوة: فالضمير قد
يكون سويا أو قد يتعرض للانحراف إما إلى البلادة والخمول ةإما
إلى البالغة في تقدير الأخطاء
الضمير قد يكون فرديا وقد يكون جماعيا: فالمرء في حياته
الشخصية وعلاقاته بغيره وبنفسه يكون صاحب ضمير فردي, ولكن
الضمير قد يتسع ليشمل مجموعة من الناس قد تكون محدودة أو
قد يمدت ليشمل شعب بأكمله, فمثلا عندما ينهزم جيش شعب
أمام جيش أخر فإن ضمير الشعب قد يثور وقد يقوم بانقلاب على
حكامه
وفي هناك حديثا يدل على وجود الضمير وهو حديث وابصة ابن
معبدالإسلام الذي سأل الرسول محمد بن عبد الله عن البِر والإثم
فقال له: (يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النَّفس
واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن
أفتاك المفتو ) رواه أحمد بإسناد حسن كما قال المنذري في
الترغيب وحسنه النووي أيضاً وقال الألباني : حسن لغيره . انظر
صحيح الترغيب والترهيب ..